إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

484 ـ عبدالله بن الحسين بن علي (1882- 1951)

:

عبدالله بن الحسين بن علي بن محمد الهاشمي، من آل عون. أمير شرقي الأردن (1921- 1946)، ثم ملك المملكة الأردنية الهاشمية (1946- 1951)، وهو الابن الثاني لشريف مكة وملك الحجاز (1917) الحسين بن علي المنحدر من قريش. وشقيق فيصل الأول ملك العراق. ولد في مكة، وتلقى علومه في استنبول التي انتقل إليها مع والده، الذي استدعاه الأتراك للإقامة عندهم تحت المراقبة لشكهم في ولائه لهم. وبعد عام 1908م، وثورة تركيا الفتاة عاد مع والده إلي مكة الذي أعيد أميراً عليها. وفوضه والده للتباحث مع المعتمد البريطاني في مصر، حول ما تعهدت به  بريطانيا بتأييد استقلال العرب، مقابل قيام قوات الحسين بالثورة ضد الأتراك، وقد أدت هذه الاتصالات إلى مراسلات حسين ـ مكماهون الشهيرة. وشارك في الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين ضد الحكم العثماني عام 1916. فقاد جيشاً حاصر الحامية العثمانية في الطائف إلي أن استسلمت. وأرسله أبوه لنجدة أخيه (علي بن الحسين) في حصاره للمدينة، فقام مرابطاً في (وادي العيص) إلي أن انتهت الحرب العالمية الأولي عام 1918، واستسلمت حامية المدينة. وأراد العودة إلي مكة فأمره أبوه بالسير إلي (تربة) ولكن جيوشه انهزمت أمام أتباع الملك عبدالعزيز آل سعود عام 1919. وكان أبوه قد عينه وكيلاً لوزارة الخارجية، ولما أصبح والده ملكاً علي الحجاز عام 1917 عينه والده وزيراً للخارجية ومستشاراً سياسياً له. وفي أعقاب قيام الحكم العربي (الفيصلي) في سورية، وإعلان أخيه فيصل ابن الحسين ملكاً على سورية، اجتمع نفر من الوطنيين العراقيين في دمشق وعرضوا عليه عرش العراق، إلا أن الإنجليز لم يوافقوا علي ذلك. وعندما هاجم الفرنسيون دمشق عام 1920، واستولت فرنسا علي سورية وأخرجت الشريف فيصل بن الحسين منها، حشد عبدالله جيشاً لاسترداد العرش الهاشمي، ووصل إلى معان، بجنوب  الأردن بالقرب من العقبة، في نوفمبر 1920، ووصل عمان في مارس 1921. واقترح وزير المستعمرات البريطاني ونستون تشرشل على الأمير عبدالله أن يستقر في شرقي الأردن، وأن تكون شرقي الأردن مستقلة استقلالاً إدارياً تاماً، على أن يكون هناك مندوب بريطاني في عمان، واعترفت به بريطانيا أميراً عليها، مقابل صرف النظر عن نيته في مهاجمة الفرنسيين وعن تطلعاته في العراق. وفي 25 مايو 1923م، اعترفت بريطانيا بشرقي الأردن كإمارة مستقلة ضمن الانتداب البريطاني على فلسطين. وبقيت تراود الأمير عبدالله فكرة حكم اتحاد سورية الكبرى أو الهلال الخصيب، بتأييد الإنجليز ومن بعض القوى الموالية لهم في العراق وفلسطين، مقابل معارضة قوية من قبل العديد من الجهات الوطنية، ومفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني، إضافة إلى السلطات الفرنسية.

ولقد اعتمد حكم الأمير عبدالله منذ البداية على المساعدات البريطانية (الضئيلة). وبعد الاستقلال الأردن بدأ الملك عبدالله في إقامة علاقات وثيقة بجيرانه واحتفظ بعلاقات صداقة مع الإنجليز، واستمر في نفس الوقت يدعو لتحرير العرب من قبضة الاستعمار. واختار الملك عبدالله أن يكون اسم البلاد بعد الاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية. وشارك في جهود تأسيس جامعة الدول العربية، واصبح في مايو 1946 ملكاً عندما منحت بريطانيا الاستقلال لشرقي الأردن. وعلى الرغم من الاتصالات التي قامت بينه وبين قادة يهود فلسطين، فانه لم يتوصل إلى اتفاق معهم يتضمن الاعتراف بكيانهم السياسي عام 1948. وعندما اندلعت حرب فلسطين في ذلك العام سمي الملك عبدالله قائداً عاماً لجيوش الدول العربية في فلسطين، إلا أن تلك التسمية بقيت شكلية، إذ تابع كل جيش عربي خطته على انفراد، وتجنبت قوات الملك عبدالله الوجود في المناطق التي منحها قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة للكيان الصهيوني، الأمر الذي دفع البعض إلى إلصاق التهم السياسية به. فقد أُخذ عليه تخلي جيشه الذي كان يقوده ضابط بريطاني بقيادة الجنرال جون باجوت جلوب عن بلدتي (اللد) و (الرملة) لليهود، وفي عام 1949 تمكن الملك عبدالله من عقد مؤتمر أريحا الذي جمع فيه عدداً من وجهاء فلسطين لإعلان ضم الضفة الغربية إلى المملكة الأردنية الهاشمية. وبالمقابل فإن الدول العربية سحبت معارضتها القوية لضم الضفة الغربية إلى المملكة الأردنية عند إعلان ذلك رسمياً في إبريل 1950. اغتيل عند باب المسجد الأقصى في القدس في 20 يوليه 1951 على يد شاب فلسطيني.

نشر عبدالله بن الحسين كتاباً سماه (مذكراتي) وقد ترجم إلى الإنجليزية ونشر بها. وعرف عن الملك عبدالله التفرد وتفضيل مشاورة الوجهاء على اعتماد المؤسسات التمثيلية، وكان على جانب من الفصاحة والبلاغة.